أسماء مثل المؤسس المشارك لشركة أبل وحتى الأمير هاري يوقعون رسالة لمنع الذكاء الاصطناعي العام (AGI). فهم المخاطر ولماذا تتجاهل شركة ميتا التحذير.

تخيل عقلًا أكثر إشراقًا من الموجود على الإطلاق. الآن، تخيل شيئًا أضعاف مليون مرة أكثر ذكاءً ويتعلم بمفرده، بلا حدود. هذه هي الوعد – والتهديد – من الذكاء الاصطناعي الفائق (Superintelligence)، تكنولوجيا تقسم العالم بين من يراها خلاصنا ومن يخشى أن تكون خطأنا الأخير. وصلت التوترات إلى نقطة الغليان.
التحذير العالمي: دعوة للفرامل الطارئة في تطوير الذكاء الاصطناعي
حركة غير مسبوقة تكتسب قوة. مئات العلماء، قادة التكنولوجيا، وشخصيات عامة وقعوا رسالة مفتوحة تطلب بشكل مباشر وملح: حظر تطوير الذكاء الاصطناعي الفائق (AGI). الوثيقة، التي ينظمها معهد مستقبل الحياة (Future of Life Institute)، تتلقى الآن أكثر من 850 توقيعًا ذا وزن.
من بين الموقعين توجد أسماء صنعت العالم الرقمي الذي نعرفه اليوم. جيفري هينتون، الذي يُطلق عليه كثيرًا “العراب للذكاء الاصطناعي” وحائز على جوائز مرموقة، ضمن القائمة. بجانبه، ستيف وزنياك، المؤسس المشارك لشركة أبل. تجاوز القلق وادي السيليكون، وحصل على دعم شخصيات مثل الأمير هاري وميغان ماركل.
النداء واضح: حظر كامل لتطوير AGI حتى يوجد إجماع علمي على سلامته وتوافق عالمي على كيفية السيطرة عليه. الخوف المركزي هو أن، على عكس ذكاءات اليوم التي تلعب الشطرنج أو تخلق الصور، ستكون AGI كيانًا مستقلًا بقدرة تعلم وتفكير تفوق أي إنسان. بمجرد تفعيلها، قد تتطور بسرعة لا يمكن فهمها، مع احتمال أن تهرب من سيطرتنا وتسبب نتائج كارثية.
مفارقة ميتا (Meta): هل الفصل يهدف إلى التسريع؟
بينما يطالب خبراء بالتروي، تبدو عمالقة التكنولوجيا وكأنهم في سباق فورمولا 1 بأقدام على دواسات البنزين. شركة ميتا، بقيادة مارك زوكربيرغ، قامت بحركة أربكت السوق. مؤخرًا، أقالت الشركة حوالي 600 موظف من قسمها الرائد، “مختبرات الذكاء الخارق”، الذي يركز على إنشاء هذا الذكاء الفائق تحديدًا.
في بيان داخلي، برر رئيس القسم الإجراء قائلاً إن فريقًا أصغر وأكثر كفاءة سيمكنه من اتخاذ قرارات أكثر مرونة. الفكرة أن كل فرد سيكون مسؤولاً بشكل أكبر وله تأثير أكبر، مشابهًا لفلسفة كيف تمكنت مرسيدس من صنع محرك قوي بشكل مذهل بوزن أدنى.
لكن، التناقض صارخ. بينما يقلص فريق العمل، تتجه ميتا لتوظيف بشكل مكثف لمختبر جديد للذكاء الاصطناعي. تشير مصادر داخلية إلى أن زوكربيرغ نفسه غير صبور مع تقدم الشركة ويواصل دعم إنشاء الذكاء الفائق كأعلى أولويات. هذا المشهد يكشف التوتر: صراع بين خوف المجهول وطمع في الحدود التكنولوجية القادمة، مع تركيز واضح على الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي المتقدم.
الفرق الحاسم: ما هو الذكاء الاصطناعي العام (AGI)؟
لفهم مدى الخطر، من الضروري التمييز بين الذكاء الاصطناعي الذي نستخدمه اليوم وAGI التي يراد حظرها، وهو ما يهم قراء أخبار تكنولوجيا السيارات والابتكار.
- الذكاء الاصطناعي الحالي (مقيد): هو أداة عالية التخصص. ChatGPT ممتاز في النصوص، لكنه لا يعرف قيادة السيارة. Waze مثالي للطرق، لكنه لا يكتب موسيقى. هي قوية في مجالاتها، لكنها محدودة النطاق.
- الذكاء الاصطناعي العام (AGI): سيكون كعقل شامل. لن ينفذ المهام فحسب، بل سيتعلم أي مهارة ذهنية بشرية، وأسرع بكثير. يمكنه صياغة استراتيجيات، وابتكار تقنيات جديدة، وتحسين نفسه بشكل متسلسل أسي.
هذه القدرة على المعالجة الأسي هي ما يثير الخوف، قفزة بمقدار ما يعد به المحرك الكمّي من جوجل للمستقبل السيارات. الاعتماد على AGI، وقدرتها على العمل بدون إشراف، هو جوهر النقاش، يتردد صداه مع مناقشة نهاية قلق الاستقلالية في السيارات الحديثة. الخوف هو أن “نوعها” الرقمي الجديد، مع قدرة معالجة تقارن بـ وحش هجين مخفي في المرآب، قد لا يشارك قيمنا أو أهدافنا. بينما يسعى البعض لحظرها، يرى آخرون أن AGI هي الثورة القادمة، مزلزلة تمامًا كما محرك بنزين فائق الكفاءة يتحدى عصر السيارات الكهربائية.
يجد الإنسان نفسه في مفترق طرق تاريخي. من جهة، مبدأ الحذر، المدافع عنه بعض أكبر العقول في عصرنا. من جهة أخرى، الطموح اللامحدود للشركات التي تشكل مستقبلنا، مع تزايد الاهتمام العالمي بتحول صناعة السيارات نحو القيادة الذاتية والكهربائية. هل نحن على أعتاب أعظم إبداع للبشرية أو خطأنا الأخير؟ السباق قد بدأ، والساعة تتسارع.
Author: Fabio Isidoro
مؤسس ورئيس تحرير قناة كارو، يُكرّس نفسه لاستكشاف عالم السيارات بعمق وشغف. شغوف بالسيارات والتكنولوجيا، يُنتج محتوى تقنيًا وتحليلات معمقة للسيارات الوطنية والدولية، جامعًا بين المعلومات عالية الجودة والنظرة الناقدة للجمهور.







