بلو أوريجين نيو غلين: بيزوس يُطْلِقُ صاروخاً فائقاً يُهَدِّدُ هيمنة سبيس إكس ويحمل 70 طناً

الحرب الفضائية الجديدة معلنة. حقق صاروخ نيو غلين 9×4، التابع لـ “بلو أوريجن” (Blue Origin) المملوكة لجيف بيزوس، مهمته الأولى لوكالة ناسا، وهو الآن يتحدى “سبيس إكس” (SpaceX) التابعة لإيلون ماسك.

صاروخ نيو غلين 9x4 من بلو أوريجن

انسَ السيارات الرياضية الفائقة، فالسباق الحقيقي للأداء يحدث على ارتفاع مئات الكيلومترات فوق سطح الأرض. أشد التنافسات والتقدم التقني على الكوكب ليس بين شركات السيارات، بل بين اثنين من أغنى رجال العالم: جيف بيزوس وإيلون ماسك. مؤخراً، لم تكتفِ “بلو أوريجن” بإنهاء مهمة حاسمة لوكالة ناسا، بل أرسلت أيضاً تحذيراً واضحاً إلى “سبيس إكس”: لقد وصل صاروخ نيو غلين 9×4 الجديد والمُحسَّن للهيمنة على الفضاء.

العملاق من “بلو أوريجن”: نيو غلين 9×4 والقدرة القصوى على الحمولة

في 20 نوفمبر 2025، أعلنت “بلو أوريجن” رسمياً عن مركبة الإطلاق الثقيلة الأكثر طموحاً لها حتى الآن: نيو غلين 9X4. هذا ليس مجرد صاروخ أكبر؛ إنه إعلان حرب استراتيجي مصمم خصيصاً لمنافسة السيطرة على الإطلاق التي تحتكرها عائلة صواريخ فالكون التابعة لـ “سبيس إكس”. بارتفاع يعادل مبنى من 32 طابقاً، يركز نيو غلين 9×4 على جانب حاسم: قدرة التحميل.

إذا كان السباق التكنولوجي في قطاع السيارات يركز على عدد الأحصنة التي يوفرها المحرك—مثل محرك 325 حصاناً الذي أعاد إحياء فورد إسكورت— فإن السباق الفضائي يُقاس بالأطنان التي يمكن حملها إلى المدار. وأرقام نيو غلين مذهلة:

  • مدار الأرض المنخفض (LEO): يمكن للصاروخ نقل كمية هائلة تصل إلى 70 طناً. لوضع هذا في منظور عالمي، إنه وزن يعادل حوالي 70 سيارة صغيرة، مما يظهر قدرة لوجستية غير مسبوقة لبناء محطات فضائية جديدة وتجميعات ضخمة من الأقمار الصناعية. هذه القدرة الهائلة تتطلب تصميماً هندسياً دفعياً مماثلاً لما يزيد القدرة على السحب بنسبة تقارب 70% في مركبات المرافق على الأرض.
  • مدار التزامن المداري (GEO): أكثر من 14 طناً. هذا المدار حيوي لأقمار الاتصالات، حيث تكون دقة الإطلاق أمراً حاسماً.
  • مهام القمر: قدرة على إرسال 20 طناً مباشرة إلى القمر، وهي ميزة أساسية لبرنامج أرتميس وإنشاء قواعد قمرية دائمة.

الهبوط المثالي في فلوريدا: اختبار قابلية إعادة الاستخدام للطيران

القدرة الهجومية، مع ذلك، ليست كافية في سوق الفضاء الحالي. الفارق الحقيقي الذي منح “سبيس إكس” أفضلية ساحقة هو إعادة الاستخدام. كانت “بلو أوريجن” تدرك أنها بحاجة لإثبات موثوقيتها ومهارتها في الهبوط ليُنظر إليها بجدية. وهذا ما تحقق في 13 نوفمبر 2025.

قبل أيام من الإعلان عن طراز 9×4، نفذ صاروخ نيو غلين أول مهمة تجارية مدفوعة، ممولة من ناسا. تم الإطلاق بنجاح من قاعدة كيب كانافيرال للقوات الجوية، فلوريدا (الولايات المتحدة)، وهو مركز جيوسياسي وتقني رئيسي في هذا القطاع.

مهمة إسكيبيد (Escapade): نظرة نحو المريخ

الهدف الرئيسي للمهمة كان علمياً: إرسال مركبتين من طراز “إسكيبيد” إلى الفضاء، والتي ستسافر لمدة 22 شهراً (من المتوقع وصولها في سبتمبر 2027) لدراسة المريخ. تهدف المهمة إلى فهم كيفية تفاعل الرياح الشمسية مع المجال المغناطيسي للمريخ، مما يفسر سبب رقة الغلاف الجوي للكوكب الأحمر — مشروع علمي متقدم يذكرنا بمبادرات عظيمة مثل مشروع “سن كاتشر” (SunCatcher) التابع لـ جوجل، الذي يسعى لإيجاد حلول طاقية عالمية انطلاقاً من الفضاء.

ومع ذلك، كانت اللحظة الاستراتيجية الأكثر أهمية هي إنجاز الهبوط. اجتاز مُعزِّز نيو غلين المرحلة بنجاح على منصة عائمة في المحيط الأطلسي، على بعد 600 كم من ساحل الإطلاق. هذا الإنجاز لا يمكن التقليل من شأنه. في رحلته الأولى في يناير من نفس العام، فشلت المناورة ذاتها بسبب مشكلة في المحرك. الآن، يُظهر النجاح نضجاً تقنياً حاسماً، يضمن مصداقية (E-E-A-T) “بلو أوريجن” في سوق إعادة الاستخدام.

“نجاح إعادة الاستخدام هو تذكرة الدخول لمستقبل الاستكشاف. إنه ما يحول الرحلة الفاخرة إلى خدمة نقل في متناول الجميع.”

المعركة النهائية من أجل خفض التكاليف

لماذا تهمنا هذه المنافسة بين المليارديرات؟ لأنها تسرّع المستقبل. تمثل المنافسة بين بلو أوريجين و سبيس إكس محفزاً تكنولوجياً، يدفع إلى ابتكارات جذرية في السعي نحو الكفاءة وخفض التكاليف. تماماً كما تسرّع المنافسة في قطاع السيارات التقدم في الموثوقية والكهرباء – مثل BYD Seal U DM-i وثورة السيارات الكهربائية المدمجة PHEV —، فإن السباق الفضائي يجعل الوصول إلى المدار أرخص وأكثر تكراراً.

يضع نيو غلين 9×4، بقدرته على حمل 70 طناً والتكنولوجيا المثبتة في هبوط المُعزِّز (التي تخفض التكلفة الحدية لكل إطلاق)، “بلو أوريجن” في موقع تهديد حقيقي للسيطرة شبه المطلقة التي كانت تتمتع بها “سبيس إكس” في الإطلاقات الثقيلة والمتكررة. هذه الزيادة في التنافس لا تفيد بيزوس وماسك فحسب؛ بل تفيد ناسا، والوكالات الفضائية الدولية، وفي النهاية، حلم وجود بشري مستدام خارج الأرض.

مع استعداد نيو غلين لنقل معدات ثقيلة إلى القمر والأقمار الصناعية الضرورية لدراسة المريخ، يبدو العقد القادم من استكشاف الفضاء الأكثر إثارة والأسهل وصولاً على الإطلاق. السباق الفضائي الجديد قد بدأ للتو.

إذا بدت هذه المنافسة حادة، فراجع سباقات الأداء على الأرض: بورشه كايين الكهربائية 2026، وهي سيارة رياضية استثنائية، تمثل المكافئ البري لهذا السباق من الآلات العملاقة.

×

微信分享

打开微信,扫描下方二维码。

QR Code

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top